في أحاديث صفة الوضوء ثلاثة إشكالات:
1- هو الحث على غسل الكتفين والساقين في حديث أبي هريرة، والصحيح أن الوضوء نسك كما الصلاة لا تسوغ فيه الزيادة ولا النقص، وهذا مخالف لنص القرآن، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ…) [6 المائدة]، ولو عمل بحديث أبي هريرة لأصبح الوضوء غسلاً، كما يخالف حديث المغيرة عن وضوء النبي وفيه: (وَذَهَبَ يَغْسِلُ ذِرَاعَيْهِ فَضَاقَ عَلَيْهِ كُمُّ الْجُبَّةِ فَأَخْرَجَهُمَا مِنْ تَحْتِ جُبَّتِهِ فَغَسَلَهُمَا)، ومما يدل على بدعيته استنكار راوي الحديث أبي حازم لوضوء أبي هريرة حينها.
2- متعلق بزعم مبيت الشيطان على خياشيم المسلم، ما يوجب الاستنثار ثلاث مرات، في حديث أبي هريرة، وهذه الصورة التجريدية لماهية الشيطان مخالفة لما وصفه الله به في القرآن.
3- يدور حول الوعيد بالعقاب الشديد، أو الوعد بالثواب الجزيل على أعمال يسيرة، كالوعيد بالنار في حديث (ويل للأعقاب من النار) في حق من لم يغسل قدمه عند الوضوء، وكذلك الوعد بمغفرة ما تقدم من الذنوب في حق من توضأ وصلى ركعتين، بل ويتجاوز ذلك إلى الوعد بمغفرة ما تأخر من ذنوب من يتوضأ كما في روية عروة التي انفرد بها عن ثواب وضوء عثمان، والأصل أن هذا خاص بالنبي ، وثابت له كما في سورة الفتح: قال تعالى (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا (1) لِّيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ..) [1-2 الفتح].
صفة الوضوء
Published:
Categories:
Related Posts
0 تعليق